الإحرام بالحج يوم التروية




 يسن للمتمتع أن يحرم بالحج قبل الزوال أي قبل وقت الظهر، ويحرم من الموضع الذي هو نازل به ( أي مكان إقامته) أو بأي مكان ولا يخرج ليحرم من خارج حد الحرم .. ويفعل قبل إحرامه بالحج ما فعله قبل إحرامه بالعمرة من الإغتسال والتطيب والصلاة ويلبس ملابس الإحرام .. وإن تأخر إحرامه لحاجة ما فأحرم يوم عرفة جاز ذلك .. ثم ينوي النسك بقلبه ويقول " لبيك اللهم حجاً " وإن خاف من حابس يحول بينه وبين إتمام الحج مثل مرض أو غيره يشترط فيقول " لبيك اللهم حجاً، فإن حبسني حابس فمحلي من الأرض حيث حبستني " فإن حُبس عن الحج لم يكن عليه دم

وأما القارن والمفرد فلا يزالان على إحرامهما وليس عليهما إحرام آخر

ثم يتوجهون جميعا إلى منى قبل الظهر .. فيُصَلون بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء كل صلاة في وقتها بدون جمع .. مع قصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين

ومن كان نازلا بمنى قبل يوم التروية فيحرم يوم التروية منها قبل الظهر .. 

والسنة أن يبيت الحاج في منى مساء يوم التروية أي ليلة التاسع 

ومن كان منزله أو مخيمه في امتدادات منى مثل مزدلفة والعزيزية .. فلا يلزمه دخول حدود منى لفعل كل هذا .. فمكانه في امتداد منى هو في حقه منى .. لأنه عند امتلاء منى بالحجاج يجوز المبيت في امتدادها .. وذلك مثل الصلاة خارج المسجد عند امتلاء المسجد 


أخطاء اليوم الثامن:

.. اعتقاد أن مبيت هذا اليوم في منى واجب .. والصحيح أنه سنة، ليس عليه شيء إن تركها

.. إفتراش الطرقات للمبيت بمنى سواء في يوم التروية أو في أيام التشريق .. وهذا فيه أخطاء : 

هو إشغال وتعطيل لطريق الناس

مخالفة للنظام القائم بمنى لتنظيم حركة الحجاج

تعريض النفس للمفاسد من تخبط الحجيج به أثناء افتراشه 

فيجب على الحاج مراعاة النظام ولا يفترش وينتظر حتى يأتيه الجنود المنظمون لمرور الحجيج ليطلبوا منه إفساح المكان فالمسلم لابد أن يتحلى بالإحترام والوقار فإن لم يجد مكانا محترما بمنى بات في إمتداد منى مثل مزدلفة والعزيزية وليس عليه شيء فالمبيت بامتداد منى مثل الصلاة خارج المسجد عند إمتلاء المسجد

الاستعداد للوقوف بعرفات


اليوُم هو اليومُ الثامنُ منْ ذي الحجةِ المعروفُ باسمِ يومِ الترويةِ، وسُمّيَ بذلكَ لأنَّ العربَ كانوا يملئونَ قربَهمْ في ذلكَ اليومِ ويرتوونَ ليومِ عرفاتٍ إذْ لمْ يكنْ فيها يومئذٍ ماءٌ، فاستحضرْ في هذا اليومِ معنى التزودِ للآخرةِ، واعترفْ بعطشِكَ الشديدِ لزادِ التقوى والإيمانِ، واستشعرْ أنكَ ساعٍ في سفرٍ طويلٍ بزادٍ قليلٍ، فاملأْ حنايا قلبِكَ اليومَ بما تستطيعُ منْ ماءِ التقوى ذلكَ خيرٌ.
وهذهِ الليلةُ ليلةٌ مصيريةٌ في عمرِكَ ، فغداً يومُ عرفةَ؛ وهو أهمُّ يومٍ في الحجِ بلْ أهمُّ يومٍ في حياتِكَ، فغداً ترجعُ منْ ذنوبِكَ كيومِ ولدتْكَ أمُّكَ، وغداً تبدأُ بدايةً جديدةً معَ اللهِ، وغداً تهزمُ الشيطانَ وتبطلُ كيدَهُ.
والذهابُ إلى منىً فيهِ إعدادٌ نفسيٌ لكَ قبلَ وقوفِكَ بعرفةَ حيثُ الانقطاعِ في الصحراءِ للعبادةِ فقطْ فلا مخالطةَ للناسِ ولا تشتيتَ للهمِّ، ومنْ فاتَهُ المبيتُ بمنىً جازَ حجُّهُ لكنْ فاتَهُ خيرٌ كثيرٌ. واستشعِرْ الخوفَ وأنتَ في منىً منْ عدمِ قبولِ حجتِكَ ورَدِّكَ غداً على أدبارِكَ مطروداً غيرَ مقبولٍ، وهلْ ستكونُ ممن اطلعَ اللهُ على قلوبِهمْ فرضيَ عنهمْ أمْ علمَ خبثَهُمْ فسخِطَ عليهِمْ؟!
ولا تطمئِنَّ أنكَ قريبٌ منْ عرفةَ وتحسبُ أنكَ قدْ أديتَ شيئاً وتأتيكَ المكافأةُ غداً .. ابقَ على حالةِ الذلِ والافتقارِ حتى نهايةِ الحجِ وبعدَ الحجِ .. واقلقْ منْ عدمِ توفيقِ اللهِ لكَ، فلعلكَ لا تصلُ غداً إلى عرفةَ فتضيعَ حجتِكَ وتُحرمَ الخيرَ كلَّهُ، فهلْ ستدرِكُ الموقفَ أمْ لا؟! وهلْ ستعيشُ حتى تصلَ هناكَ أمْ أنَ الموتَ سيدركُكَ قبلَ ذلكَ؟!!
ولتستعِدَّ في يومِ الترويةِ ليومِ غدٍ بسماعِ محاضرةِ الدعاءِ منَ الواحةِ الإيمانيةِ .. وسماعِ المحطةِ القادمةِ منَ الرحلةِ .. محطةَ يومِ عرفةَ، استمِعْ إليها اليومَ أو غداً وأنتَ ذاهبٌ إلى عرفةَ.
وأريدُ أنْ أقدمَ لكَ اليومَ نصيحةً عمليةً لتستغلَّ يومَ عرفةَ غداً أفضلَ استغلالٍ : 
أولاً : لابدَّ أنْ تنامَ جيداً هذهِ الليلةَ قبلَ يومِ عرفةَ .. وإنْ قصَّرْتَ في النومِ فعوِّضْهُ صباحاً قبلَ الظهرِ فالدعاءُ يبدأُ منَ الظهرِ بعدَ خطبةِ عرفةَ وحتى غروبِ الشمس ِ.. فهذا الوقتُ احرصْ أنْ تكونَ مرتاحاً فيهِ وتنامَ قبلَهُ وقتاً كافياً.
ثانياً : لا تكثرْ منَ الأكلِ ليلاً قبلَ عرفةَ.. واكتفِ بما يقيمُ صلبَكَ وكذلكَ لا تكثرْ منَ الأكلِ في عرفةَ حتى لا تحتاجَ للذهابِ إلى الحمامِ كثيراً .. وكُنْ منضبطاً في الأكلِ .. فبعضُ الناسِ يمنعُ نفسَهُ عنِ الأكلِ حتى يضعفَ ويفقدَ تركيزَهُ ولا يقوى على الدعاءِ والعبادةِ .. والبعضُ الآخرُ يكثرُ منَ الأكلِ فتثقلُ دماغُهُ ويريدُ النومَ ويُضَيِّعُ وقتاً كثيراً بالحمامِ وكذلكَ انتظارُ دورِهِ أمامَ الحماماتِ.
ثالثاً : تنظيمُ الوقتِ : الاهتمامُ الأكبرُ على الوقتِ منْ بعدِ الظهرِ إلى المغربِ وأكثرُ الناسِ ينشطونَ في النصفِ الأخيرِ منْ هذا الوقتِ أيْ منْ بعدِ وقتِ العصرِ. الوقتُ منْ بعدِ الخطبةِ حتى المغربِ تقريباً خمسُ ساعاتٍ. وإننا نختلفُ فيما بيننا في قدرتِنَا على الدعاءِ لفتراتٍ طويلةٍ منَ الوقتِ والبعضُ لا يقدرُ على مواصلةِ الدعاءِ. فمنْ يجدْ نفسَهُ قادراً على عدمِ الانقطاعِ عنِ الدعاءِ فليفعَلْ وإلا فليستَرِحْ قليلاً كلما تعِبَ مثلاً خمسَ أو عشرَ دقائقَ كلَّ ساعةٍ ويصبُّ تركيزَهُ الأكبرَ في آخرِ ساعتينِ عندَ قربِ انتهاءِ الوقتِ.
رابعاً : تنسيقُ الدعاءِ .. حضِّرْ معكَ ورقةً مكتوبٌ بها ما تريدُ أنْ تطلبَهُ منَ اللهِ حتى لا تنسى شيئاً وورقةً أخرى اكتبْ بها أسماءَ منْ تريدُ أنْ تدعوَ لهمْ ومنْ طلبوا منكَ الدعاءَ ولا تنسَ أنْ تدعوَ لجميعِ المسلمينَ وللمستضعفينَ منَ المسلمينَ في الأرضِ .. وكذلكَ خذْ معكَ الكتيبَ المجموعَ فيهِ أدعيةُ النبيِّ وأفضلُهم كتيبُ الدعاءِ للشيخِ محمدٍ بنِ وهفٍ القحطانيِّ، أو إقرأها في هذا التطبيق.
ابدأْ الدعاءَ بعدَ انتهاءِ الخطبةِ والصلاةِ مباشرةً .. ادعُ بكلِّ ما تريدُهُ وكررْ كلَّ دعاءٍ ثلاثَ مراتٍ أو أكثرَ .. ثم راجِعْ الورقةَ الأولى لترى إنْ كنتَ نسيتَ شيئاً .. ثم ورقةَ الأسماءِ وادعُ لكلِ منْ فيها .. ثم اقرأْ أدعيةَ النبيِ واستحضرْ قلبَكَ فيها لأنَّ البعضَ حينَ يقرأُ الدعاءَ يكونُ وكأنهُ يقرأُ ترانيمَ لا يفهمُها ولا يركزُ معها وهذا خطأٌ فإنَّ اللهَ لا يقبلُ الدعاءَ منْ قلبٍ غافلٍ لاهٍ .. ركزْ فيما تقرأُ واستشعرْهُ بقلبِكَ .. وحتى لا يصيبَكَ الفتورُ، نَوِّعْ بينَ الدعاءِ والثناءِ على اللهِ وخاصةً التهليلُ أيْ قولُ لا إله إلا اللهُ .. وإذا قمْتَ منْ مكانِكَ لتأكلَ أو تقضِيَ حاجتَكَ فلا تتوقفْ عنِ الدعاءِ والتهليلِ وأنتَ تتحركُ أو تنتظرُ ..وإذا انتهيتَ منَ الورقةِ وأدعيةِ النبيِ وحاولْ أنْ يكونَ ذلكَ على موعدِ العصرِ.. ارتَحْ قليلاً إذا أردْتَ وانشَطْ للدعاءِ في آخرِ ساعتينِ حتى تغيبَ الشمسُ ولا تتوقفْ عنِ الدعاءِ حتى عندَ مغادرتِكَ عرفةَ.

التصنيفات: