الشرب من ماء زمزم

 


ثم توجَّهْ للشربِ منْ ماءِ زمزمَ المباركِ .. فقدْ أمرَ اللهُ جبريلَ فضربَ بجناحِهِ تحتَ قدمِ إسماعيلَ لتتفجِّرَ زمزمُ بضربةِ ملَكٍ تحتَ قدمِ نبيٍّ.

قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : " ماءُ زمزمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ ". ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5502 في صحيح الجامع 

وقالَ أيضاً " خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ زمزمَ، فيهِ طعامٌ منَ الطعمِ وشفاءٌ منَ السقمِ ". ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3322 في صحيح الجامع.

وليسَ أدلَّ على بركتِها منْ أنَ اللهَ اختارَ ماءَها لغُسْلِ قلبِ سيدِ المرسلينَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فاشرَبْ منها لعلَّها تغسِلُ قلبَكَ وتطهرُهُ .. وفَهِمَ الصحابةُ بركتَها فكانُوا يسمُّونَها شَبَّاعةً وقالَ عنها عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ - رضي الله عنه - : " وكُنَّا نجدُها نعمَ العونِ على العيالِ ".( صحيح ) انظر حديث رقم : 2685 في السلسلة الصحيحة.

قالَ الإمامُ الشافعيُّ: شربْنا ماءَ زمزمَ لتعلُّمِ العلمِ فتعلمْنَاهُ، ولو شربناها للتقوى لكانَ خيراً لنا.

وشربَ عبدُ اللهِ بنُ المباركِ شربةً, ثم استقبلَ القبلةَ, وقالَ : اللهمَّ إنَّ ابنَ أبي الموالِ حدثنا عنْ محمدٍ بنِ المنكدرِ عن جابرٍ عن النبيِ - صلى الله عليه وسلم - أنهُ قالَ : " ماءُ زمزمَ لِمَا شُربَ لَهُ " وهذا أشربُهُ لعطشِ القيامةِ ثم شَرِبَهُ.

وإنْ خانَكَ لسانُكَ ولمْ تُسعِفْكَ فصاحتُكَ، فليسَ أقلَّ منْ أنْ تكونَ مثلَ هذا الأعرابي الذي وقفَ على زمزمَ فوجدَ الناسَ يشربونَ، ويسألونَ مطالبَ لهُمْ مختلفةً، فرفعَ إناءً مملوءاً منها إلى فَمِهِ وقالَ : اللهمَّ إنَّ هؤلاءِ قدِ اختارُوا لأنفسهِمْ، فاختَرْ أنتَ لي، ثم شَرِبَ.

فجهِّزْ أخي المشتاقَ كلَّ ما ترغبُ فيهِ منْ نوايا ودعواتٍ ورجاءٍ وأمنياتٍ لتتقدمَ بها إلى اللهِ وأنتَ تشربُ منْ ماءِ زمزمَ، فإنكَ مُجابٌ بإذنِ اللهِ.